Monday, May 30, 2011

عن مدمنى الديكتاتورية أتحدث

هذا المقال ليس لنقد المجلس العسكرى لأن الكثيرين أشبعوه نقداً و ليس لدى ما أضيفه فى هذا الشأن أكثر مما قيل، هذا المقال لانتقاد محبى و مدمنى الديكتاتورية من المدافعين عن المجلس العسكرى على طول الخط بدون تفكير.

البعض أصبحت لديه عادة تقديس الحاكم أياً كان و رؤيته فى موقع أفضلية عن الآخرين – و أنا لا لأتحدث عن المنافقين هنا فهذه فئة أخرى – و تطوت العادة إلى إدمان مزمن من الصعب الشفاء منه.

لو أننى أمتلك شركة و عينت مديراً لها هل يعنى هذا أن هذا المدير أصبح يملكنى أو أصبحت أنا أعمل عنده و من الواجب علىّ طاعته بدون نقاش و لا يحق لى نقده؟

المجلس العسكرى هو المدير و نحن –الشعب- شركاء فى ملكية هذا الوطن. من يعمل عند من إذاً؟ و كيف لا يمكن نقد طريقة ادارتة لما نملك؟؟

البعض يقول و لكن الجيش حمى الثورة و يراه فى موقع تفضٌل علينا لذلك، الجيش لم يفعل أكثر من واجبه و اتخذ الموقف الذى كان على أى مواطن اتخاذه لو كان يملك ذات السلطة و القوة لذا فلا فضل لهم علينا يبرر طأطأة رؤوسنا لهم، و لو أن الفضل لا يبرر طأطأة الرؤوس أصلاً.

و البعض يعتقد أن الحاكم يعرف دائماً ما يفعله و أن الشعب حفنة من الغير الواعين، و لهؤلاء أحب أن أقول: إذا كنتم أنتم تفتقرون إلى الوعى فغيركم يمتلك الوعى الكافى لنقد الحاكم فدعوه يفعل بدلاً منكم.

و البعض الآخر يقول "أصل مفضلناش غير الجيش" الجيش ليس إلهاً لكى نراه الملاذ الأخير و أطمئنكم أن المجلس العسكرى لن يفتح الحدود لإسرائيل و يسمح لها باحتلال مصر بدون مقاومة لأننا ننتقده.

و هناك تعليقات سمعتها أكثر من مرة أطارت صوابى تعليقاً على ضرب المعتصمين من قبل الجيش و الشرطة العسكرية بأن "أصل فى ناس مبتجيش غير بكده" و "أصل الجيش اللى غلطان مش بيديهوم فوق دماغم من الأول". لكم أن تتخيلوا شعورى عندما قرأت هذه التعليقات أو سمعتها. و المذهل انهم انتقدونى لأن ردى كان هجومياً. إذا كانوا يقدسون الديكتاتورية و القمع فليهنؤا بدكتاتورتى و قمعى أيضاً.

رسالة أخيرة لمن أدمن الديكتاتورية، هناك الكثير من الدول العربية مازات تتمتع بنظم ديكتاتورية قمعية يمكنكم أن تنتقلوا إلى إحداها و تتركونا نحصل على الديمقراطية التى نتمناها و ارفلوا فى نعيم و استقرار الديكتاتورية فى مكان آخر و ارحمونا بقى عشان جالى الضغط من آرائكوا.