Wednesday, July 28, 2010

احتكار الصواب


عند مرورك على أى مدونة أو منتدى أو حتى نوت أو جروب على الفيس بوك ستشاهد تدنى مستوى الحوار، ستجد الكثير من الحوارات المليئة بالسباب و الألفاظ الخارجة، ستجد نماذج كثيرة لإحتكار الصواب و رفض الرأى الآخر. الكثيرون يتبعون سياسة، من يختلف معى فى الرأى فهو أحمق و غبى و لا يفقه شيئاً و يستحق أسوء أنواع السباب. دعونى أعرض عليكم بعض هذه النماذج .

النموذج الأول هم الأشخاص الذين يرددون رأيهم فقط و لا يقرأون الرأى الآخر أصلاً. لى تجارب عدة مع أشخاص من هذا الطراز سأعرض لكم واحدة منها.

قابلت وصلة مصادفة فى أحد الجروبات على الفيس بوك مقرونة بعدة جمل تسب وتحقر من معجبى مطرب مصرى شهير. ضغطت على الوصلة فأوصلتنى إلى جروب وجدتهم أغرقوا الوول الخاصة به سباباً للمطرب و لمعجبيه و وضعوا صوراً له معدلة تجعل ملامحه خليط مقزز من ذكر و أنثى.

لست من معجبات المطرب و أسمع أغنياته كأى مطرب آخر لكنى أكره التعدى على الآخرين و إهانتهم فكتبت تعليق و حرصت على التأكيد أننى لست من معجبات المطرب و لكننى أدافع عن مبدأ و ليس شخص و أننى أرفض أسلوبهم فى النقد. وعندما دخلت على الجروب مرة أخرى وجدت تعليقى قد تم محوه و و جدت صاحبة الجروب أضافت تعليقاً بنفس الكلمات التى قرأتها مع الوصلة من قبل و هى سباب لمعجبى المطرب فألغيت إشتراكى بالجروب بعد أن كتبت تعليق أخير عن إحتكارهم للرأى فى الجروب و محوهم لأى تعليق يخالفهم. و تراسلت مع صاحبة الجروب فكانت تجيب بنفس الكلمات كالإنسان الآلى فى كل مرة بغض النظر عن محتوى رسالتى فتجاهلتها تماماً. أنا لا أرفض أن تملك رأياً مخالفاً لرأيى و تدافع عن رأيها و تناقشنى لكن أن تردد نفس الكلمات دون تفكير؟! ناهيك عن الأشخاص الموجّهين الذين يرددون ما يملى عليهم دون تفكير أيضاً.

هناك نموذج آخر يقرأ و يتناقش و لكن بعصبية شديدة و دفاع مستميت عن رأيه كأنه منزّل من السماء و يبدأ النقاش و قد قرر عدم الإقتناع برأى الآخر و البعض يضيف السباب كأنه منطق فى حد ذاته. فمثلاً تجد الكثيرين يتحدثون بإسم الإسلام بطريقة تسئ للإسلام و يمنحون أنفسهم حق تكفير من يخالفهم الرأى.

النموذج الثالث ملاك المدونات أو الجروبات الذين يمارسون ديكتاتورية مصغرة بمحو تعليقات من يخالفهم الرأى و يسمحون بالمؤيدين و المهللين لهم فقط فلا يحتاجون للرد و النقاش أصلاً.

يطالبون طوال الوقت بتطبيق الديموقراطية ثم يمارسون هم الديكتاتورية عندما يملكون سلطة و لو محدودة.

هذا لا يعنى بالطبع أنه لا يوجد أشخاص يلتزمون آداب الحوار و لكنهم قلة للأسف هذه الأيام. أتمنى أن نملك ساحات حوار أكثر تحضراً يوماً ما.